من يضحك أخيرا يضحك كثيرا

من يضحك أخيرا يضحك كثيرا.. هكذا كان لسان حال السائق الفنلندي كيمي رايكونن سائق فريق فيراري لسباقات سيارات فورمولا-1 بعدما انتزع أمس الأحد لقب بطولة العالم لسباقات فورمولا-1 التي كان ابعد ما يكون عن الفوز بلقبها.

واقتنص رايكونن اللقب في الجولة الاخيرة من البطولة عندما توج بلقب سباق جائزة البرازيل الكبرى وهو السباق السابع عشر الاخير في البطولة هذا الموسم ليوجه السائق الفنلندي بذلك الصفعة الاخيرة إلى فريق ماكلارين مرسيدس المنافس والذي كان أي من سائقيه قاب قوسين أو أدنى من حسم اللقب.

وفي الوقت الذي بدأ فيه مشجعو السائق الفنلندي وفي مقدمتهم جدته الاحتفال بالانجاز الكبير فوجئ الجميع بفريق ماكلارين مرسيدس يدفع بآخر محاولة لانتزاع اللقب حيث أكد للاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) أنه بصدد تقديم احتجاج بشأن السباق الاخير مشيرا إلى أن لقب العالم من حق البريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين.

ولم تظهر أي تأكيدات اليوم الاثنين بشأن هذا الاحتجاج والذي أشار ماكلارين إلى أنه ضد قرار مراقبي السباق الذي قرروا عدم معاقبة فريقي بي.إم.دبليو ساوبر ووليامز بشأن المخالفات الفنية الخاصة بدرجة حرارة الوقود في سياراتهم خلال السباق.

وذكر مراقبو السباق مساء أمس الاحد أنهم لا يجدون دليلا كافيا يدفعهم لتجريد أي سائق من النتيجة التي حققها في السباق.

ومن ثم أصبحت النتيجة النهائية للبطولة هي فوز رايكونن بعد اعتلاء قمة الترتيب العام برصيد 110 نقاط بفارق نقطة واحدة أمام كل من هاميلتون وزميله الاسباني فيرناندو ألونسو السائق الاخر لفريق ماكلارين والفائز بلقب البطولة في العامين الماضيين.

ولم يحدث من قبل سوى مرة واحدة فقط أن يفوز صاحب المركز الثالث في الترتيب العام للبطولة باللقب من خلال الفوز بالسباق الاخير في الموسم وكان ذلك عام 1950 فقط حيث أحرزه الايطالي نينو فارينا.

ووصفت صحيفة "توتوسبورت" الايطالية اليوم الاثنين فوز رايكونن باللقب بأنه "معجزة" بينما علقت صحيفة "لا ريبابليكا" الايطالية على ذلك بقولها "ياله من عرض لفريق فيراري".

وأضافت "لا ريبابليكا" قائلة "ماكلارين انتحر" في إشارة على أن الفريق الالماني الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له قد أهدر فرصة إحراز اللقب.

وكان فريق ماكلارين مرسيدس بحاجة ماسة إلى الفوز بلقب البطولة لفئة السائقين بعدما فقد الفريق جميع نقاطه في الترتيب العام لفئة الصانعين (الفرق) بقرار من الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) في أيلول/سبتمبر الماضي اثر إدانة الفريق في قضية التجسس على فيراري بالاضافة إلى تغريم ماكلارين 100 مليون دولار لنفس السبب.

وفشل البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق ماكلارين مرسيدس في حسم لقب البطولة خلال سباق جائزة الصين الكبرى في شنغهاي قبل أسبوعين.

كما تبدد حلم هاميلتون في اللقب بعدما بدأ سباق الامس بشكل سيء بسبب مشاكل ميكانيكية في السيارة لينهي السباق في المركز السابع.

ولم يكن أمام هاميلتون بعد هذه النتيجة سوى العمل على تجريد السائقين الثلاثة لفريقي وليامز وبي.إم.دبليو ساوبر الذين تقدموا عليه في السباق ليتوج هو باللقب بدلا من رايكونن.

وذكرت صحيفة "ذي صن" البريطانية اليوم الاثنين أن هاميلتون تلقى ضربة مزدوجة وتبدد حلمه في الفوز باللقب.

ولم يكن منافسه وزميله ألونسو بالسرعة الكافية في سباق الغد ليحسم سباق البرازيل على حساب أي من سائقي فيراري فاحتل المركز الثالث خلفهما في السباق.

وأشارت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية اليوم الاثنين إلى أن ألونسو "احتفل بفوز رايكونن بشكل أكبر من احتفال رايكونن نفسه باللقب.

ويبدو في هذا التعليق إشارة إلى انتقادات ألونسو لفريقه سابقا بسبب العلاقة الابوية التي تعامل بها رون دينيس رئيس الفريق مع هاميلتون مما أثار غضب ألونسو على مدار الشهور القليلة الماضية لشعوره بوجود فارق في المعاملة التي يجدها من مسئولي الفريق عن المعاملة التي يجدها زميله هاميلتون.

وذكرت صحيفة "بيلد" الالمانية اليوم أن "الضحك هجر مرسيدس" بينما حاول ألونسو وهاميلتون التحلي بالشجاعة.

وقال ألونسو "النتيجة كانت مخيبة للامال لكننا كنا ندرك بالفعل أنه سيكون من الصعب الفوز بالسباق واللقب بعد أن انطلقنا من المركز الرابع في سباق البرازيل.

وأكد ألونسو "ما زلت مقتنعا بما قدمته في الموسم الحالي.

وقال هاميلتون "أشعر بخيبة أمل شديدة بعد هذه النتيجة حيث تصدرت الترتيب العام للبطولة لمعظم فترات الموسم الحالي لكنني لم أفز بلقب العالم في النهاية. ورغم ذلك يجب أن أنظر لهذه النتيجة بعين الاعتبار فقد كان هذا الموسم هو الاول لي مع فورمولا-1 . وهذه النتيجة كانت رائعة على أي حال. ما زلت صغير السن وأمامي سنوات عديدة لتحقيق حلم الفوز بلقب العالم.

وفي نفس الوقت كان هذا الموسم بمثابة الحلم لرايكونن الذي خاض فيه أول مواسمه مع فريقه فيراري خلفا للاسطورة الالماني مايكل شوماخر بطل العالم سبع مرات سابقة والذي اعتزل في نهاية موسم 2006 .

ونجح رايكونن المعروف بلقب "الرجل الجليدي" في الفوز بلقب سباق الامس بفضل هدوئه المعتاد ليكون السباق السادس الذي يحرز لقبه في الموسم الحالي.

وقال رايكونن "إنه شعور رائع. مررنا بفترات عصيبة وببعض المشاكل وفقدنا عددا من النقاط. الكثيرون فقدوا الثقة بنا. لكننا أظهرنا انهم كانوا على خطأ واستطعنا استعادة التوازن. لقد كان موسما رائعا.

واحتفل الفنلنديون بإنجاز رايكونن في حانات مدينة إسبو مسقط رأس رايكونن وفي كل أنحاء فنلندا أمس الاحد.

ونشرت صحيفة "إلتالهيتي" الفنلندية اليوم الاثنين لجدته تحمل كوبا من الشمبانيا تحت عنوان "نخبك وتهنئة لك يا كيمي (رايكونن)!

ووعدت جدته بأن تقبل وجنتيه عندما تراه كهدية له على هذا الانجاز لكنها لا تعلم متى ستلتقي معه.

وهنأ شوماخر خليفته رايكونن على الفوز باللقب ليصبح ثالث فنلندي يفوز بالقب بعد كل من كيكي روزبيرج وميكا هاكينن.

وقال شوماخر على موقعه بالانترنت "يا له من نهائي رائع ويا لها من نهاية مثيرة ! أؤكد أنني كنت أعتقد دائما بأنه لا يجب الاستسلام لليأس وكنت مؤمنا بضرورة الاستمرار في الاجتهاد حتى وإن كانت الفرصة ضئيلة ولكنها من الممكن أن تتحول من حلم على واقع بشكل لم يكن أحد يتوقعه أو يحلم به. تهنئتي لكيمي وجميع زملائنا بالفريق.
منقول