المصدر أحمد بديوي
20 / 10 / 2007
في ذكرى رحيله الأولى
عدنان السيد ترك بصماته وغاب عن الخشبة التي أحبته
عامٌ مضى على رحيل فنان اللاذقية عدنان السيّد.. كان رحيل أبو رامي فاجعة كبيرة على كل من عرفه وعلى كل من
التقى معه ولو لمرة واحدة، لأنه كان رجلاً مرحاً دمث القلب يدخل إليه من دون استئذان.. كان يعرف متى يتكلم وماذا يتكلم ويعرف تماماً قيمة الصمت حين يكون في وقته.
عدنان السيد ذلك الرجل الذي تعددت مواهبه فأبدع في التمثيل والإخراج المسرحي، وتألق في الرسم والتخطيط وفي التصوير وتصميم الإعلانات، وبرع في العزف على الترامبيت والغيتار، مازلنا نذكره تماماً في مسلسلات "المغنّون، يوميات مرحة، جرف الطيور، حكايا الحكيم، جذور لاتموت، العنيد، الجمل، رمح النار، طرائف أبي دلامة، البرقية، كان يا ما كان، العمارة 22، سكان الريح، نهاية رجل شجاع، الخطوات الصعبة، الحصاد المر، حكايا مرايا، البواسل، الهارب،انتقام الوردة"، وأعماله المسرحية مازالت خالدة في عقول الكثيرين"أقوى من القدر، المهمة الخامسة، غرام الدكاترة، هملت يستيقظ متأخراً، هابيل يقتل من جديد، ليلة القتل، بيت المقدس، الطلقة الخامسة، ابن أخ العم، البخيل، الأشباح، عمتي مليونيرة، بالإضافة الى مسرحية الباطوس، وسعيد السعداء، والديك الحكيم والذئب اللئيم".
ماذا قال رفاق دربه في رثائه
كان لـ"بلدنا"وقفة مع بعض الأشخاص الذين عاصروا المرحوم عدنان السيّد وكانت لهم الكلمات التالية:
حسين عباس رئيس نقابة فناني اللاذقية قال: عدنان السيّد هو أحد الذين مروا على النقابة ولم يكن مرورهم عشوائياً أو هامشياً وإنما كان له الأثر الكبير في تطوير عمل النقابة من كافة النواحي وقدّم الجهد الكبير للنهوض باسم النقابة بشكل دائم، عدنان السيّد الفنّان، الأب كان يتمتع بروح فنية عالية وعلاقته ملفتة مع الجميع.
لؤي شانا مدير المسرح القومي في اللاذقية قال: صفقنا لك...ممثلاً عاش وارتحل على المسرح.. رسمَ آلاف البسمات على أرواح وأفئدة الصغار والكبار، كوميديٌ ختم مسرحيته بتراجيدياه الأخيرة...
أنصتْ.. الخشبةُ تناديك.. حدّقْ.. شعاع الإضاءة الذي طالما لفَّك وقاوم وهج روحك المنسكب حنيناً.. يضمكَ...
اسمعْ.. دعسات قدميكَ الصغيرتين مذ كنت طفلاً يتردد صداها في أرجاء الفضاء المسرحي..
الفنان مجدي حدّاد قال: يامن تركت قلوباً شلّها القدر.. تبكيك دمعاً كلون الموت ينهمر، رحلتَ بدراً بدا للعين ما حلمت.. فجاء الرحيل وكاد الحلم يزدهر، الى جنان الخلد "أبا رامي".
المخرج المسرحي سعيد وكيل قال: ربما لا أستطيع أن أصدق أنك رحلت حقيقة، لأنك مازلت في داخلنا وفي كل ركن من أركان الخشبة الأم.. فأنت رمزٌ مضاء في مسرح اللاذقية يا عميد المسرح.. فما زالت بصماتك ذكرى في أعمالنا اليوم وغداً.. فليرحمك الله "أبا رامي".
فؤاد وكيل قال: بعد عام مضى وكأنه أيام قليلة.. لم تفارقني ابتسامته وأنا أشرب القهوة صباحاً في الكافتيريا.. خسرت صديقاً وأخاً غالياً .. إلى جنة الخلد يا عدنان.
الفنان وديع ضاهر قال: عدنان .. أيها الأخ والصديق والخليل الوفي..
أيها الصاحب المقيم بين تشعبات الذاكرة المتشربة بك حتى الامتلاء..
أيها المغادر ولمّا يأزف الوقت بك ولم ترتو من مناهلك المآقي..
أيها الفنان والإنسان والكبير في طفولة قلبك ونبل منبتك..
أيها الوليف الذي أحبك حتى مبغضوك، وجلّك حتى حاسدوك، وافتقدك قبل -أهلك وأبنائك- زملاؤك ومعجبوك وجمهورك وتلامذة فنك الذين نشؤوا على نهجك وساروا على خطاك يتلمسون عبق ضوء ظلالك الوارفة على خشبة المسرح الذي وهبته منك الكثير حتى صارت بصماتك على جدرانه لغة لها دلالاتها التي لاتنسى.
في عامي الأول ونحن عنك غائبون أضج بالذكرى التي تضيء قلقي لتثبت مرة جديدة أنك الغائب المقيم بلا غياب.
لك الرحمة والمغفرة والثواب، ولنا بذكراك العاطرة وبأبنائك وأصدقائك وزملائك التأسي والتصبر والتذكر الجميل والدؤوب .
منقول من جريدة بلدنا
للصحفي اللاذقاني المتميز احمد بديوي .